كوشنير النازحون حتى ثلاثة ملايين وتوطين بعضهم
د.نسيب حطيط
تحدث الوزير الفرنسي السابق كوشنيرفي مؤتمرطبي في بيروت فقال لبعض محدثيه "عليكم أن تغيروا تعاملكم مع النازحين السوريين لأن بقاؤهم سيطول عندكم وإن عددهم سيصل إلى ثلاثة ملايين وعليكم أن تتأقلموا مع هذا الوضع ... وهذا أفضل لكم من السلبية "
اندهش السامعون واستنكروا وطلبوا الرد على منبر الإحتفال لكنهم نصحوا بالتريث وعدم الإنفعال وعدم إفتعال مشكلة دبلوماسية فالوزير كوشنير له مقامه المعنوي والسياسي !
قبل عام تقريباً أجرت الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين تبديلاً في طاقم العمل وتم توسعته بشرياً ومادياً وميدانياً وكانت التحقيقات الميدانية تعمل عبر المهندسين لطلب الإحتياجات الضرورية لإقامة مخيمات للنازحين طويلة المدى مع البنى التحتية اللازمة وتم صياغة المشروع على مدى أربع سنوات قابلة للتجديد.
سربت بعض المصادر وتم طرح خطة توطين النازحين عالمياً بمعدل 70 ألف نازح سنوياً وتم الطلب من لبنان الإستعداد لذلك ونتيجة الإنقسام السياسي والمذهبي واوهام المصالح والإستقواء بالنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين صارت الدولة أشبه بشاهد الزور أو الزوج المخدوع فلا تستشيرها مفوصية اللاجئين ولاالنازحين حتى وجدت نفسها أمام مخيمات الأمر الواقع بما فيها المخيمات والمعسكرات.
النازحون السوريون أشقاء بلا نقاش ومساعدتهم واجب أخلاقي وديني وإنساني وعدم التعامل تجاههم بعصبية أو عنصرية حق لهم علينا ولكن لا بد من مراعاتهم لشروط الإستضافة وشروط اللجوء وكذلك لا بد من إستضافتهم بشكل لا نغرق جميعاً تحت عبء الحاجة والجريمة والإرهاب ولا بد من الحفاظ على التوازن الديمغرافي والإجتماعي والإقتصادي ولا بد من طرح الأرقام في لبنان بدون تضليل أو مبالغة،فالنازحون السوريون عمالاً ونازحين تجاوزوا المليونين وعدد السوريين في عمر الدراسة حوالي 350 ألف تلميذ وطالب والولادات السورية في لبنان تجاوزت 40 ألف مولود في العام الماضي أي بمعدل 110 أطفال في اليوم وتقول بعض المصادر المعنية أن العدد أكثر بكثير لأن بعض الأمهات تلدن في المخيمات وليس في المراكز الصحية ولا يتم تسجيلها ويقول أحد رؤساء البلديات بأن البلدية كانت ترفع 10 طن من النفايات ومع وجود 10 آلاف عائلة سورية أصبحت الكمية 25 طناً !! وكله على حساب البلدية بالإضافة لمصروف المياه والكهرباء وغيرها. فالنازحون السوريون واللاجئون الفلسطينيون لا يدفعون فواتير الكهرباء والمياه وضرائب على الدخل مع أنهم يمثلون ثلث الإقتصاد اللبناني على مستوى اليد العاملة أو التجارة والصناعة والزراعة فلا يخضعون لضريبة القيمة المضافة وغيرها من ضريبة الدخل على الأرباح فإذا أحتسبنا أجرة العامل السوري 20 دولار أميركي في اليوم وعدد العمال 600.000 عامل (العدد أكبر بكثير) يكون مجموع ما يتقاضاه العمال غير التجار والصناعيين ما يساوي حوالي 4.5 مليارات دولار أميركي ولا تستفيد الدولة من أي ضريبة فيصبح النازحون واللاجئون مواطنين درجة أولى تتكفل الدولة بأعبائهم المعيشية وتأمين الإستشفاء والمدارس فيما يدفع اللبنانيون ما يتوجب عليهم من حقوق للدولة.
النازحون السوريون بيئة حاضنة للمسلحين والإرهابيين الذين يهددون الأمن والإستقرار اللبناني فلا يمكن القبول ان نستضيف عوائل الإرهابيين الذين يخطفون اخوتنا العسكريين ويعذبون امهاتهم وابنائهم ومن ثم يستنكر البعض توقيف المتورطات في الإرهاب ،ولتذكير البعض فإن الإنتماء المذهبي للبعض لن ينقذه وليسأل قبيلة الشعيطات وعشيرة ابو النمر من اهل السنة وماذا صنعت بهم داعش !
أيها اللبنانيون حافظوا على بلدكم ولا تغرقوه بالنكد السياسي والعصبيات والمذهبيات وانتبهوا لمصادرة وطنكم بإسم الواجب الإنساني الذي لا نتهرب منه ولكن لا يجوز التبرع بقلبك وأنت حي لمصاب حتى يعيش فلا تموتوا من أجل الآخرين بل من أجل مستقبلكم وحماية بلدكم.